د.حسن أبو طالب يكتب: مدارس النيل.. خيار الجاليات المصرية وداعم للاقتصاد

د.حسن أبوطالب
د.حسن أبوطالب

رأينا أمس بأم أعيننا في الاحتفال البديع بتخريج الدفعة السابعة في مدارس النيل المصرية الدولية، بدار الأوبرا، مدى تميز خريجي مدارس النيل، وتحليهم بالمهارات والقدرات المتميزة. ولم يعد يساورنا أي شك في مدى نجاعة هذا المشروع الوطني القائم على تنفيذ رؤية السيد رئيس الجمهورية بأن تقود مدارس النيل قاطرة تطوير التعليم في مصر.

 

تعتمد مدارس النيل المصرية الدولية معاييرًا دولية عالية المستوى، وتحظى بالاعتراف من هيئة كمبريدج البريطانية. وتهدف هذه المدارس إلى توفير تعليم متميز يعادل شهادة الثانوية الإنجليزية، مع الحفاظ على الهوية العربية والثقافة المصرية للطلاب. وفي إطار رؤيتها المستقبلية، نتمنى أن تسعى شركة مصر للإدارة التعليمية المسئولة عن إدارة مدارس النيل المصرية الدولية إلى توسيع نطاق تواجدها خارج حدود مصر، وليكن ذلك في دول الخليج العربي – كمرحلة أولى - لتصبح الخيار الأول لأبناء الجاليات العربية وفي القلب منها الجاليات المصرية في تلك الدول.

 

ما من شك في أن إقامة فروع لمدارس النيل المصرية الدولية في دول الخليج العربي سيمثل فرصة ذهبية للجاليات المصرية في تلك الدول. فهذه الفروع ستوفر بيئة تعليمية متميزة تجمع بين معايير الجودة العالمية والثقافة المصرية الغنية. وستكون فرصة لأبنائنا للحصول على تعليم متميز يمكنهم من مواكبة التطورات العالمية برؤية وطنية خالصة لتحقيق طموحاتهم المستقبلية.

 

ثمة فرصة سانحة أمام مدارس النيل المصرية الدولية لتلعب دورًا مهمًا في تعزيز الروابط الثقافية والتعاون الاقتصادي بين مصر ودول الخليج العربي. فمن خلال تعزيز التعاون التعليمي وتوفير بيئة تعليمية عالمية المستوى للجاليات المصرية في الخليج، يمكننا تعزيز التبادل الثقافي وتعميق الفهم المتبادل بين شعوب المنطقة. وليس هذا فقط، بل يمكن لهذه الفروع أن تكون مصدرًا مهمًا للعملة الصعبة التي ستدعم الاقتصاد المصري وتعزز توازنه المالي.

 

ولعل تنفيذ فكرة إنشاء تلك الفروع في دول الخليج يتطلب الدعم من الحكومة المصرية لبدء تعاون مع الحكومات والمؤسسات التعليمية في الخليج العربي. ومن ثم أدعو السيد الدكتور رضا حجازي – وزير التربية والتعليم، والتعليم الفني- أن يشرع -دون تأجيل – في إعطاء الضوء الأخضر للسيد العميد/ طارق الباز، رئيس مجلس إدارة شركة مصر للإدارة التعليمية، للبدء فورًا في وضع خطط واضحة وآليات عملية لتسهيل إنشاء فروع لمدارس النيل المصرية الدولية في دول الخليج، وضمان توفر المناخ المناسب لنجاحها واستدامتها. وتبقى عملية تنفيذ تلك الرؤية الطموحة مسئولية السيدة الدكتورة أماني الفار، رئيس وحدة شهادة النيل الدولية، التي لا تكل من بذل أقصى الجهود لتعزيز نجاح منظومة مدارس النيل المصرية الدولية داخل مصر بكل محافظاتها، والتي نثق في أنها لن تدخر جهدا – كما عاهدناها - في العمل على تنفيذ تلك الرؤية ببراعة واقتدار في دول الخليج العربي.

   

لعل تنفيذ رؤية توسعية لمدارس النيل المصرية الدولية في دول الخليج العربي تمثل خطوة هامة في تعزيز التعاون التعليمي والاقتصادي بين مصر والخليج. حيث من المؤكد أن تخلق هذه الفروع فرصًا متميزة للجاليات المصرية وتعزز الروابط الثقافية والتبادل الثقافي بين الشعوب. لندعم هذه الفكرة ونعمل معًا لتحقيقها، لتكون مدارس النيل المصرية الدولية الخيار الأول للجاليات المصرية في الخليج العربي ومحركًا للاقتصاد المصري المزدهر.